منتديات اميه ونسه التعليمية

رياضيات . فيزياء .لغات .كل مايفيد الاستاذ و التلميذ وطالب العلم

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

Translate

الأحد، 28 يوليو 2024

الآثار المترتبة عن الطلاق

 


ثانيا: الآثار المترتبة عن الطلاق

                              

 الأثار المترتبة عن الطلاق على المطلقين معا

   1 - التكاليف المادية التي يدفعها الزوج الخاسر لقضية الطلاق، للزوج الرابح لها، والمتمثلة في دفع مصاريف المحكمة، وهذا إذا كان الطلاق قد تم عن طريقها، والتي تزيد بهاظة إذا طالت مدة المحاكمة بينهما، واستمرت عدة سنوات نظرا لرفض أحدهما الطلاق مثلا. 

   وحتى في حالة إتمام الطلاق باتفاق الزوجين فإنه يجب على الزوج وخاصة في المجتمعات الإسلامية، أن يوفي الزوجة مؤجل صداقها، ويقوم بنفقتها من اجل مأكل ومشرب، وملبس ومسكن مادامت العدة، ويمنحها  حق المتعة، كما تكون حضانة أولادها الصغار لها ولقريباتها من بعدها. حتى يكبروا ويقوم بنفقتهم أيضا(1).       

    وهذا كله في حدود مقدرته المالية والتي يقيمها دخله الشهري، وفي حالة عدم التزامه بهذه المطالب، فسيودع السجن، الشيء الذي لا تستفيد منه الزوجة لأنها في الحالتين تخسر مورد رزقها ورزق أولادها، خصوصا إذا كانت غير عاملة وأولادها لا يزالون صغارا، كما يلطخ الزوج بدخوله السجن أوراقه، ويفقد هيبته أمام معارفه، مشوها بذلك صورته لدى أبنائه عندما يصلهم الخبر، ولاسيما  عندما يكبرون.(2)   

 أما في المجتمعات الصناعية، فإن توفر الشروط المادية الكافية لأغلبية الأفراد هناك، وخروج المرأة الأوربية للعمل بنسبة كبيرة جدا يقلل من حدة أثر هذا العامل المادي فيها بالمقارنة مع المجتمعات العربية(1). 

   2 - وفي حالة ما إذا كان الطلاق بسبب الخيانة الزوجية من طرف أحد الزوجين، وتم البت فيه عن طريق المحكمة، فوصل الخبر مسامع الأهل والأقارب، وما يتبع ذلك من أقاويل جارحة، قد يمتد أثرها المادي والمعنوي على المطلقين إلى الأبد. 

خصوصا أن أمثال هذه الأسباب قد دفعت بالمجتمع إلى أن ينظر إلى المطلقين، نظرة فيها نوع من الريبة أو الاتهام لأنه يعتقد أن أسباب الطلاق، ربما تكون قائمة على انحرافات خلقية. تقلل من المركز الاجتماعي لهما، فيبقيان غالبا تحت وطأة الشعور بالذنب، أما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. الشيء الذي يعقد استجاباتها المرضية للآخرين أو حتى لأنفسهما، ويتوقف احساسهما بالذنب على عامل الزمن، فيزداد هذا الإحساس كلما كان الزواج قد مرت عليه فترة من الزمن، وبالتالي كانت نتيجة أعدادا متزايدة من الأطفال.(2)

    3- ثبت أن الطلاق يؤدي إلى جرح عميق، يمكن أن يمتد إلى أن يصيب الإناث، ويظهر ذلك من أن الطلاق يعتبر في دائرة الشخص الاجتماعية نوعا من الفشل، بغض النظر عن الصعوبات التي واجهت الزوجين المطلقين، كما أن الأصدقاء يميلون إلى تحسيس كل من الطرفين بالذنب واللوم، خصوصا إذا كان الموضوع يمكن أن يعالج بالتأني، وإذا استمرت هذه الاتجاهات فترة من الزمن، فإنها تصبح عقدة قد تؤثر على المطلقين، وفي إنجاح علاقتهما بعد ذلك في زواج آخر.(1)  

    4  - عندما يطول الزواج يكون كل من المرأة والرجل، عادات معينة يصعب التخلي عنها فيما بعد، لذلك فإن بدء حياة جديدة، يصطدم دائما بهذه العادات التي رسخت، ويمكن أن

 يؤدي ذلك إلى طلاق إثر طلاق، وهكذا وقد دلت الأبحاث في الزواج الثاني، بعد الزواج الأول دام عشرة سنوات. تهبط إلى (13%).

    5- ثبت من خلال  البحوث التي أجريت في بعض بلدان العالم، أن أهمية المشاكل التي يجب أن يواجهها المطلقون، هي مسألة التوافق الجنسي: خاصة بعد التعود على نمط معين من العلاقات الجنسية، الذي ارتبط بإيقاع زماني ومكاني معين، وقد دلت البحوث على أن المطلقين عندما يتزوجان ثانية، يجدان مشكلة صعبة في  التكيف الجديد جنسيا مع من يتزوجون (1)

   6- إن الطلاق لا يفكك فقط الأسرة، وإنما يجعل أحيانا من الصعب على المطلقين أن يكونوا أسرة جديدة، ولاسيما بالنسبة للمرأة وخاصة إذا كانت كبيرة السن، في حين أن عدد الصغيرات السن تتزوج ثانية مباشرة بعد طلاقهن.(2). أما العدد الباقي فيبقين بدون زواج لمدة قد تقصر أو تطول، يعانين خلالها من مشكلات عاطفية ونفسية، وحتى اقتصادية، إذا كانت معدمة وبدون عمل، ويصبحن عالة على الدولة أو الهيئات الخيرية(2)_ إن وجدت _ بل قد تصبحن عالة على المجتمع في حالة انحرافهن، مما جعل كثيرا من تشريعات الدولة، تحرص على أن ترتب للزوجة المطلقة حقوقا اقتصادية، وخاصة إذا لم تكن عاملة(3).        

    كما تلزم على الزوج أن يدفع نفقة لمطلقته لا قرب الاجلين، أن تتزوج رجلا غيره أو أن تتوفى، لعلها بذلك تساهم في القضاء على آثار الطلاق، كأسباب مباشرة لظاهرة انحراف النساء(4) 

 

الآثار المترتبة عن الطلاق على الأطفال المطلقين

     تعتبر مشكلة الأطفال من أهم المشاكل التي تترتب عن الطلاق دون النتائج الفردية، لأن ضرر الطلاق لا يقتصر على الزوجين فقط، بل يتعدى إلى الأطفال في حالة وجودهم، إذ يصبحون ضحية لعدد من المشاكل لا حصر لها نتيجة الانفصال النهائي لوالديهما، وفي هذا الصدد تقول الباحثة الاجتماعية (لويز) في حديثها عن جرائم الأحداث: " لا يوجد أطفال مذنبون، بل الأطفال هم دائما الضحايا في الطلاق، فالطفل في السنوات الأولى من حياته حصيلة العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر فيه، وتتفاعل باستمرار في ميدان لا تكاد توجد فيه بادئ الأمر، أية مقاومة صادرة عن الطفل نفسه، فهو في حاجة لكي ينموا، إلى تلقي الآثار المادية والمعنوية في الوسط العائلي، فإذا اختل توازن الأسرة، فلا بد أن يؤدي هذا الاختلال إلى اضطراب تنشئة الطفل بحياة صالحة(1). فالطلاق يحرم الطفل من رعاية وتوجيه الأب والأم له، الضرورين وبالتالي من النمو العادي للأطفال، مما قد يدفع به إلى كره أحد الوالدين وربما الاثنين معا(2). ويزداد حرمان الطفل هذا، إذا كان صغير السن خصوصا، لأن بعض الباحثين لاحظوا أنه كلما كان الطلاق يصاحب سنا صغيرة للطفل (من 2 إلى 12 عاما) كلما كانت الصعوبات أشد بالنسبة للطفل(3). بحيث تتكون لدى الكثير       

 من الأطفال عقدا نفسية يعانون منها كثيرا في حياتهم المستقبلية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعرضهم للعوز والجوع والحرمان من الموارد الضرورية لنموهم نموا سليما، ولتغطية متطلباتهم الأساسية في الحياة(1).  

    وهذا الحرمان  من الناحية المادية والنفسية للطفل، يتعداه إلى سلوكه الاجتماعي، حيث يساعد تشرده وتسوله وانحرافه، خاصة في الأسر الفقيرة، وبالتالي إلى وقوفه ضد المجتمع الذي يعيش فيه(2).  

   وبالرغم من هذه الآثار المادية والمعنوية للطلاق وغيرها سواء بالنسبة للمطلقين أو أطفالهما، فإنه من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت في مجتمعات صناعية، تشير نتائجها إلى عكس ذلك تماما، أي عدم وجود هذه الآثار(3).    

    ومن بين هذه الدراسات، دراسة (وليام قود) في سنة 1956، ودراسة (ايفان ناي) في سنة 1957، ناقشتا أن الافتراض القائم على أن تأثير الطلاق على الأطفال يكون سلبيا، وقد استفاد (قود) من بعض المعلومات الهامة المتاحة عن عملية الطلاق، في صلتها بالأطفال والرعاية، وترتيبات بالزيارات، إلى جانب كبير من الجوانب التي  تكشف عن تصورات       الأمهات للأساليب التي يؤثر وقتها الطلاق على أطفالهن فوجد مثلا. أن أغلبية الأمهات أظهرت قلقا واضحا فيما يتصل بالأضرار المحتملة التي يمكن أن تقع على أطفالهن، إلا

 إنهن مع ذلك لن يشعرن بالحاجة للسير في إجراءات الطلاق(1)، كما كشفت المادة الميدانية في هذا البحث أن (14%) فقط من الأمهات ذكرن أن الأطفال يكونون أكثر خشونة في رعايتهم بعد الطلاق، بينما (55%) منهن رأين على العكس من ذلك، أي أن وطأة الطلاق على صعوبة معاملة أطفالهن لا تكاد تذكر، ومن النتائج البارزة في هذا المجال.       

    إن الأمهات اللائي تزوجن للمرة الثانية (3/4 العينة)رأين أن حياة أطفالهن أصبحت أفضل، إذ قورنت بحياتهم في الزواج السابق، لكن (15%) رأين انه لم يحدث تغيير لهم، وهذا في الوقت الذي كانت نسبة (8%) من الأمهات يؤكدن أن حياة أطفالهن أصبحت أسوء، ومعنى هذا أن (92%) من الأمهات اللائي تزوجن مرة ثانية، أكدن أن حياة أطفالهن قد تحسنت، أو على الأقل بقيت على حالها.(2)

    إما دراسة (ناي)، فقد كانت موجهة للمقارنة بين خصائص مختارة في جماعات عديدة تلقي أعضائها تعليما عاليا وتتفاوت أسرها بين الغير سعيدة، ومع ذلك تظل باقية لا تنهار وبين الأسر السعيدة التي لا يحتمل أن تتعرض للانهيار ، وأخيرا بين أنماط عديدة من الأسر

التي انهارت بالفعل، وقد وجد (ناي) أنه لا توجد أية اختلافات أساسية بين أنواع التوافق عند المراهقين في الأسر غير السعيدة وغير المنهارة،وبين الأسر المنهارة أيضا، وخاصة في مجالات العبادة أو العلاقات المدرسية أو الصعبة الإنحرافية، ذلك أن المراهقين في العائلات المنهارة، ظهروا على أنهم أكثر قدرة على التوافق، بالمقارنة مع المراهقين في الأسر غير السعيدة وغير المنهارة وعلى الأخص إذا كان الأمر متعلقا بالأمراض النفسية والجسمية، والسلوك المنحرف، أو التوافق بين الآباء والأبناء.

 وعموما فإنه يمكن القول أن الأطفال في العائلات  المنهارة عن طريق الطلاق لا يكون توافقهم أكثر سوء من الأطفال الذين انهارت أسرهم بطرق أخرى.

     وحتى النتائج التي توصل إليها الباحثون فيما بعد، من دراسات اهتمت بالتوافق عند الأطفال في الأسر غير السعيدة أو الأسر المنهارة فقد أظهرت أن وطأة الطلاق لم تكن أمرا مقلقا بشكل خطير، من الناحية السيكولوجية، كما أن شيئا من قبيل الاختلافات الأساسية في الشخصية لم يحدث، وطبيعي والحال على هذا النحو أن لا تحدث زيادة ملحوظة في المشاكل التي قد يثيرها الأطفال.(1)

                       

الآثار المترتبة عن الطلاق بالنسبة للمجتمع

       ومما تقدم يمكن استنتاج أن المجتمع الذي ينتشر الطلاق فيه بكثرة، ويعاني فيه أفراده الذين يمسهم، مشاكل عديدة وجدانية واجتماعية واقتصادية خاصة بالنسبة للنساء غير العاملات، والتي قد تنحرفن من جراء ذلك، كما يعاني أطفاله من الحرمان العاطفي والمادي الذي يحاول البعض تعويضه بالقيام بأعمال إجرامية، تستهدف شخصيتهم ومستقبلهم بالدرجة الأولى، ومن ثم مجتمعهم، من المنطقي أن يكون مثل هذا المجتمع مجتمعا مهتزا ومختل التوازن تعمه العديد من المشاكل الإجماعية كانحراف النساء والأطفال مثلا فعوض أن يستغل كل إمكانياته في البناء والتشييد ليحقق تطوره فإنه يهتم بعلاج ظاهرة الطلاق وما يتبعها من ظواهر أخرى سلبية، كونها تؤثر على أهم وحدة في المجتمع والتي تتمثل في الأسرة.(1)


خلاصة الفصل

       وتتمثل هذه الخلاصة في أن أغلب علماء النفس وعلماء الاجتماع أظهروا بعض عوامل الطلاق في عدة مجتمعات، فمن بين العوامل التي حددها الباحثون الاجتماعيون للطلاق هي : العامل الاقتصادي وأثره الواضح في حياة الأسرة، عمل المرأة وتأثيرها على شخصيتها، أزمة السكن سوء الإختيار والحب الرومانسي، الاختلافات بين الزوجين في المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، الزواج المبكر ومدة الزواج، التغير في تشريعات الطلاق بالنسبة للمجتمعات الصناعية، وإلى جانب هذه العوامل العامة المذكورة للطلاق وغيرها فقد وضع الباحثون الاجتماعيون عوامل أخرى للطلاق، خاصة بالزوجين التي هي أقل أهمية من العوامل الأولى، ولكن قد تعجل بقرار الطلاق في بعض الحالات مثل : الكراهية، العجز والمرض، سوء المعاملة، كبر السن، عدم التكافؤ الصحي والنفسي، الإدمان، العقم ...إلخ.

ووضح هذا الفصل الأسباب المساعدة على ارتفاع الطلاق في المدن والأسباب المساعدة على إنخفاض معدلات الطلاق في الأرياف.

    أما بالسبة إلى آثار الطلاق فتنقسم إلى ثلاثة : الآثار المترتبة على المطلقين معا وأخرى مترتبة على أطفالهما، وأيضا على المجتمع بصفة عامة.


(1)  علي عبد الواحد، مرجع سابق ص 130

(2)  مسعودة كمال، مرجع سابق ص 60

(1)  المرجع نفسه ، ص 60

(2)  محمد عاطف غيث ، مرجع سابق ، ص 231

(1) مسعودة كمال ، مرجع سابق ص 61  

(1)  Ruth. Le Femme. Americaine dand la Mariage Moderrne. Op. Cit. P. 98                                                                          

(2) مصطفى الخشاب، مرجع سابق، ص 234

(3) محمد عاطف غيث، مرجع سابق، ص 234

(4) أحمد عادل سريكس، مرجع سابق، ص 142

(1)  أحمد الغندور، المرجع نفسه، ص 68

(2)  Ibid . P. 98-99

(3)  Ro;qin ( Libe Rman ), les en Fants Derats de Rant le Divorce, Paris, P.U.F. 1979. P.46

(1) مصطفى الخشاب ، مرجع سابق، ص 234

(2)  أحمد الغندور، المرجع نفسه ، ص 68

(3)  مسعودة كمال، مرجع سابق، ص 62

(1)  المرجع نفسه، ص  63

(2) سناء الخولي، مرجع سابق، ص : 285-286.

(1)  المرجع نفسه، ص : 286-287.

(1)  مسعودة كمال، مرجع سابق، ص : 66.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot