الأسباب
المساعدة على إرتفاع الطلاق في المدن
1- إن الكثافة العالية للسكان في المدينة، والناجمة على الهجرة الريفية
تضاعف من العلاقات بين الأفراد، التي ينتج عنها تأثيرا متبادلا بينهم في الأفكار
والخدمات، وفي تكوين المعتقدات والأحاسيس وهذه التأثيرات بإمكانها أن تؤثر على
الطلاق في المدينة.
2- إن الحراك الاجتماعي يزداد بسرعة في المدينة، الأمر الذي يسمح بالاتصالات
بين الأفراد، والتغيرات في الحركات، التي تعد كمثيرات بالنسبة للأعضاء في المجتمع،
فتعمل على إضعاف العادات وعلى نشوء الطلاق في المدينة.(1)
3- إن المدينة تعد جماعة ثانوية، لذا فإن الرقابة الجماعية فيها أقل من
الريف، لأن هناك العديد من الناس والأشياء التي يجب مراقبتها، خاصة أن أفراد
المجتمع الحضري غرباء، بعضهم عن بعض ،الأمر الذي قد يشجع على الطلاق في المدينة.(2)
4- يفرض أسلوب الحياة في المدينة على المرء أن يستغل الفرصة حرصا على
مصالحه واهتماماته، تلك التي يقف الزوج أحيانا في سبيلها مما يشجع على الطلاق.
5- تتعارض أحيانا متطلبات الأسرة مع ظروف العمل مما يخلق مواقف صراعية بين
الأدوار الأسرية والأدوار المهنية، قد تؤدي إلى الطلاق.(3)
7- إن الحياة الأسرية في المدينة مرتبطة بالمكتب والمصنع وغيرهما، فكل عضو
من أعضاء الأسرة له عمله خارج البيت، حتى أغلبية النساء، من ناحية ووجود الفنادق
والمطاعم والمربيات من ناحية أخرى، ساعدت على تفكيك الأسرة وغيابها الأمر الذي قد
يكون موردا من موارد الطلاق.
9- إن ضعف الوازع الديني والأخلاقي في المدن من الممكن أن يؤدي إلى زيادة
حالات الطلاق فيها.(2)
10- إن المدن تعد موطن النشاط الثقافي في حين أن الثقافة العامة من الممكن
أن تتسامح في العلاقات الجنسية الأمر الذي قد يؤدي إلى الطلاق.(3) وهذا ما نشاهده حتى عبر وسائل الإعلام.
1- لما كان في الريف من الصعب الاتصال
بالمجتمعات الأخرى فإن الآداب العامة من أخلاق وعادات وتقاليد وغيرها، الخاصة
بالمدن تدخل بصعوبة كبيرة للأرياف نظرا للإنعزال الجغرافي ولبقاء الحياة فيها
تقليدية، وبطبيعة الحال فإن صعوبة الاتصال هذه تجعل من الصعب جدا أن يندرج الطلاق
في المجتمعات الريفية، أو يؤثر فيها بصورة كبيرة.(1)
2- في الريف الأفراد يكونون
فيما بينهم جماعات أولية، كل فرد من هذه الجماعات يعرف الآخر معرفة جيدة تقريبا،
الأمر الذي يسهل على بعض الأفراد منها، القيام بالرقابة الجماعية فيما يخص سلوكات
واتجاهات الأفراد في الريف والتي لا تشجع على انتشار الطلاق في هذه الحال.(2)
3- يعتبر الزواج في الريف أمرا
ضروريا وحتميا، وعملا من أعمال الأسرة ومحققا لقيم جمعية لذلك يكون الطلاق في
الريف من الأمور الصعبة والمكروهة.
4- إن المرأة في المناطق
الريفية ما زالت لا تعمل في وظيفة. ولذلك فهي تعتمد اقتصاديا
بصورة مطلقة على الزواج، ومن ثم تحرص على إرضائه لأنه عمليا عائلها الوحيد،
فبالرغم من فشل زواجها، وعدم حبها لزوجها، وتعاستها الشخصية، تتحمل إستمرار الزواج
لاعتمادها اقتصاديا على الزوج من ناحية، ولخوفها من سخط المجتمع وتقولات الناس إذا
طلبت الطلاق من ناحية أخرى، أما الزوج الريفي، فإنه يتحمل أيضا المعيشة مع زوجته
لشفقته عليها أو لكثرة عدد أطفاله منها.(1)
وما يؤخذ على العامل أنه كان
صحيحا اعتماد المرأة في الريف على زوجها بدرجة كبيرة اقتصاديا، فإن هذا الإعتماد
يقل في المجتمعات الأوربية عن المجتمعات العربية، بل حتى في هذه المجتمعات الأخيرة
بدأ يقل في الفترة االراهنة لكن بدرجة أقل سرعة.
(1) مسعود كمال، مرجع سابق، ص : 56.
(2) Li (mon). Le divorce en france, op-cit. P :
51.
(3) Ibid. P : 47.
(2) مصطفى
الخشاب، مرجع سابق، ص : 244.
(3) سناء الخولي، المرجع نفسه، ص: 267.
(1) مسعودة كمال، مرجع سابق ص: 57.
(2) Li mon op-cit, p : 45-47.
(1) سناء الخولي، مرجع سابق ص 265 -
267
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق